سوريا الجديدة :  انطلاقة قوية نحو المستقبل !!

يقول نزار قباني : فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهُدُبَـا

سوريا الجديدة :  انطلاقة قوية نحو المستقبل !!
سوريا الجديدة :  انطلاقة قوية نحو المستقبل !!

فيصل خزيم العنزي
-
يقول نزار قباني :
فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهُدُبَـا
فيا دمشـقُ … لماذا نبـدأ العتبـا ؟
حبيبتي أنـتِ … فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساءُ جميعاً .. ما من امـرأةٍ
أحببتُ بعدك ..ِ إلا خلتُها كـذبا
يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها
فمَسِّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي
وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا
وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً
وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا
أتيتُ من رحمِ الأحزانِ … يا وطني
أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا
حُبّي هـنا .. وحبيباتي وُلِـدنَ هـنا
فمَـن يعيـدُ ليَ العُمرَ الذي ذهبا ؟

بعد سنوات من التحديات والآلام أثبت الشعب السوري البطل أنه قادر على صنع المستحيل .. لقد كانت الثورة السورية حدثاً استثنائياً حيث كان بطلها الأول هو الشعب الذي حافظ على بلاده ومؤسساتها رغم كل الصعوبات .. ففي الأوضاع المشابهة عادةً ما تنتشر الفوضى وتكثر التجاوزات والسرقات لكن الشعب السوري الكريم قدّم نموذجاً مختلفاً نموذجاً قوامه الوعي والمسؤولية الوطنية فحافظ على مؤسساته و ممتلكاته و ثرواته ..

اليوم ومع زوال الخوف وانتهاء عصر الطغيان تتجه سوريا بقوة نحو الشرق حاملةً معها حضارةً ضاربةً في عمق التاريخ .. وأدباً وفناً يعبران عن هوية متجذرة لا تنكسر !!
لقد أثبت السوريون أنهم ليسوا مجرد ضحايا للصراعات بل هم صناع حضارة قادرون على إعادة بناء وطنهم بسواعدهم وإرادتهم الصلبة ..

إن سوريا التي لطالما كانت مهداً للحضارات تعود اليوم إلى الساحة الإقليمية والدولية بثقة وثبات مستفيدةً من موقعها الجغرافي الفريد وإمكاناتها الاقتصادية وإرثها الثقافي العريق .. فالنهضة السورية الجديدة ليست مجرد إعادة إعمار مادي .. بل هي أيضاً نهضة فكرية وثقافية وسياسية تعكس وعي الشعب وإصراره على بناء دولة حديثة قوية ..

إن المستقبل يحمل لسوريا فرصاً كبيرة للنهوض مع تزايد الاهتمام بالاستثمار في التنمية والتعليم والتكنولوجيا وإعادة تعزيز العلاقات مع دول العالم بروح الشراكة والتعاون .. سوريا القادمة ليست فقط بقوة إرادة شعبها بل أيضاً بإبداع مثقفيها وعزيمة شبابها وتاريخها الذي يظل شاهداً على عظمتها !!

سوريا اليوم ليست سوريا الأمس
إنها سوريا الجديدة الحرة القوية
والقادرة على استعادة مكانتها بين الأمم .

-